قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1   تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1 Emptyالخميس يوليو 12, 2012 11:21 pm

تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1
26- جبل خدور الأسود
لقد مر معنا آنفًا ما وصف به العهد القديم جبل الشيخ ، ولا بأس من أن نذكره مرة ثانية لدلالته على هذه التسمية ، فقد ورد في سـفر نشيد الإنشاد : « هَلُمِّي مَعِي مِنْ لُبْنَانَ يَا عَرُوسُ ، مَعِي مِنْ لُبْنَانَ ! انْظُرِي مِنْ رَأْسِ أَمَانَةَ : مِنْ رَأْسِ شَنِيرَ وَحَرْمُونَ ، مِنْ خُدُورِ الأُسُودِ ، مِنْ جِبَالِ النُّمُورِ »( ). وقال العرب : « أسَدٌ خادِرٌ » أي : داخل في الخِدْر، يعنون بالخدر الأجَمَة »( ). ومن أمثال العرب التي تدل على المبالغة في القوة وتشير إلى الشجاعة قولهم : « أشجع من أسد »( ). ومن الأمثال التي تدعو إلى الاعتماد على النفس : « الذئب خاليًا أسد »( ). ويروى : الذئب خاليا أشد ، والمعنى أنه إذا خلا الذئب بالإنسان كان عليه أسدًا أو أشدّ . وهو يضرب مثلًا في الحث على الجماعة والنهي عن الانفراد( ). والعرب تسمي باسم السباع ترهيبًا لأعدائها مثل : أسد وليث وضرغام ونمر وفرَّاس ..الخ( ).
إن هذا يدل دلالة واضحة على كثرة تلك الحيوانات المتوحشة في زمن موسى – عليه السلام – كثرة جعلت الكتاب المقدس يشيد بذكرها في هذا الجبل الشامخ ، والذي كان مليئًا في الماضي بالغابات التي تكثر فيها أصناف الحيوانات التي تعيش فيها عيشتها الطبيعية . ومن الطبيعي أن نذكر أن كل جبال العالم مليئة بأنواع تلك الحيوانات ، لكن أيًّا من تلك الجبال وحيواناتها لم يحتفل بها أي كتاب ديني مقدس كما احتفل الكتاب المقدس « التوراة » بحيوانات جبل الشيخ . وهذا يرمز إلى أهميتها ودورها في حياة سكان بلاد الشام ، ومن نرى لزامًا علينا التعريف بها .
وليس أدل من اهتمام العرب بأمر الأسد من وضعها مئات الأسماء له حتى أن أحد الكتاب استخرج كتيبًا من كتاب لسان العرب سماه « معجم أسماء الأسد » ضمنه حوالي سبعمائة اسم للأسد !! ومن قبله عقد ابن سيده في كتابه المخصص فصلًا ضمنه أسماء الأسد وصفاته ، وهو جزء من كتاب السباع( ). ولا نجد شاعرًا إلا ضمنه اسمه ، ولا كاتبًا إلا اشتمل كتابه على اسمه في صورة من الصور، ولا متكلمًا إلا لهج لسانه بذكره . لذا لا يمكن لأي إنسان استعراض كل ما كتب عنه ، وما قيل فيه .
فالأَسَدُ ذلك الحيوان القوي الضخم ، يعتبر عند علماء الحيوان من أشهر حيوانات فصيلة السنوريات . يخاف الناس من زئيره المدوِّي ، ولكنهم يعجبون بقوته ومظهره المَهِيب . يُعْرف الأسد بملِك الحيوانات وملك الغابة وهو رمز الجمال والقوة . ويستطيع العيش في الأجواء الباردة والحارة ، في المناطق الحضرية والسهول العشبية ومناطق الشجيرات الشوكية . تعيش الأسود حيث تجد غذاءها مثل الغزال ووحيد القرن وحمار الوحش والحيوانات ذوات الحوافر وكذلك في الأماكن التي تتوافر فيها مياه الشرب . عاشت الأسود في العصور السابقة في أوروبا والشرق الأوسط والهند وكثير من مناطق القارة الإفريقية ، إلا أن الإنسان قام بقتل الآلاف منها في هذه المناطق من أجل استخدامها أماكن استقرار جديدة . ونتيجة لذلك اختفت من الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا . وفي الوقت الحاضر يوجد 200 أسد تعيش في آسيا معظمها في غابة في الهند. ومازالت بعض الأسود موجودة في المناطق الشرقية لوسط إفريقيا وكذلك في إفريقيا الجنوبية حيث يوجد معظمها في الحدائق الوطنية وفي مناطق تعرف بالمحميَّات حيث تتم حماية الحيوانات من الصيد . تعيش مئات الأسود أيضًا في الأَسْرِ في حدائق الحيوان في أنحاء العالم ، كما تُستخدم الأسود المدرّبة ذات الأداء البارع في السّيرك . يعتبر كل من الأسد والنَّمِر من أضخم حيوانات الفصيلة السِّنَّوْرِيَّة. وتركيبة جسم الأسد مهيأة لتمنحه القوة أكثر من السرعة . يزن الذكر مابين 160 و180 كجم ، وبعضها يزن حتى 230 كجم . يبلغ طول معظم الذكور حوالي ثلاثة أمتار من قمة الأنف حتى طرف الذيل ، بينما يبلغ ارتفاعها عند الذراع حوالي متر واحد . واللبؤة – الأنثى - أصغر من الذكر وتزن حوالي 110 إلى 140 كجم ، وأقصر من الذكر بحوالي 30 سم . وذكور الأُسُود هي الحيوانات الوحيدة في فصيلة السنوريات التي لها لِبْدَة ، وهي شعر كثيف يغطي الرأس باستثناء الوجه ، وكذلك الرقبة والأذرع والصدر . وتكسب اللبدة ذكر الأسود مظهر الضخامة والقوة ربما بأكثر من حقيقته . كما تساعد اللِّبْدَة في حماية الأسد أثناء العراك ، إضافة إلى أن شعره الطويل الكثيف يبعث الخوف في نفوس أعدائه . وللذكور الصغيرة عندما تكون في عمر سنة واحدة شعر قصير حول الرأس . وتبقى اللبدة غير مكتملة حتى يبلغ الأسد الخامسة من عمره . وقد يكون لون شعر اللبدة أشقر أو بنيّاً أو أسود والغالبية لها خليط من هذه الألوان . ويزداد عمق هذه الألوان مع مرور الزمن . ويعتبر فرو الأسود نموذجيًا للاختباء ، حيث لونه الأصفر البني يشبه لون الأعشاب اليابسة باستثناء الشعر خلف الأذنين . وخصلة الشعر على طرف الذيل سوداء اللون . كما للأشبال - صغار الأسود - بقع على فرائها . وأسنان الأسد الطويلة والحادة ومخالبه الضخمة أسلحة مخيفة . يستطيع الأسد أن يشل أو يقتل بعض الفرائس بلطمة واحدة ثم يُعْمِل بها بعد ذلك أنيابه المدببة لتمزيقها إربًا . وتمتاز أطراف الأسد الأمامية بعضلاتها حيث تكسب الأسد القوة للانقضاض على الفريسة بطرحها أرضًا . وكفوف الأسد ضخمة بها مخالب معقوفة تساعد على الإمساك بالفريسة والتعلق بها . وفي الأوقات التي لا يلزم فيها استخدام المخالب فإنه يتم إرجاعها إلى داخل غشاء بالكف ، وهذا من شأنه المحافظة على إبقاء المخالب حادة . وللأسد 30 سنًا ، وتستخدم الأنياب الأربعة الكبيرة المدببة في الإمساك بالفريسة وقتلها وتمزيق لحمها . أما أسنان الفك ، التي تسمّى أيضًا القواطع ، فتقوم بقطع الجلد وقطع الأوتار التي تربط عضلات لحم الفريسة بعظامها . ولا يملك الأسد أسنانًا مناسبة للمضغ ولذلك يبلع الطعام على هيئة كتل كبيرة . ويوجد العديد من أنواع الأسود . وللأسد الآسيوي فرو كثيف وشعر أكثر بروزًا على بطنه مقارنة بالأسد الإفريقي . وكذلك فإن خُصلة الشعر على نهاية ذيله أكبر وطوقه أصغر . والأسود تحب الخلود إلى الراحة في الأماكن الظليلة الباردة . وتعتني اللبؤات بأشبالها . وتحب ذكور الأسود أن تتمدد على فروع الأشجار في قيلولة هادئة . وتقوم الإناث بمعظم مهام الصيد في حين تقوم ذكور القطيع بحماية منطقة القطيع . والأسد يعتبر أكثر حيوانات الفصيلة السنورية حبًا لحياة الجماعة . وقد يتراوح عدد القطيع بين 10 و20 أسدًا ، وأحيانًا يصل العدد حتى 35. ويوجد في كل قطيع حوالي خمسة ذكور مكتملة النمو وعدد من اللبؤات والأشبال . وربما لا تبقى أفراد القطيع بعضها مع بعض بشكل دائم ، فقد تصطاد بعض أسود القطيع في مكان ما وتبقى بقية القطيع في مكان آخر. وعندما يلتئم الشمل مرة أخرى يتبادل أفراده التحية عن طريق مسح الخدود . والحياة بين قطيع الأسود الواحد آمنة . وتقضي الأسود حوالي 20 ساعة في النوم والراحة . وتلاحق الأشبال بعضها بعضًا وتتصارع من أجل التدريب واكتساب مهارات تحتاجها في حياتها عند اكتمال النمو . وتنفض اللبؤة في بعض الأحيان ذيلها ، بينما يحاول أحد الأشبال الإمساك بخصلة الشعر من طرفها ، وتتغذى الأشبال بالرضاعة من أي لبؤة في القطيع ، وليس بالضرورة أن تكون أمهاتها . وتسير الأسود في العادة حوالي ثمانية كيلومترات في اليوم ، وإذا تناولت وجبة كبيرة فإنها تخلد للراحة لمدة 24 ساعة . وعندما تشعر بالجوع فإنها قد تمشي حتى 24 كم بحثًا عن الغذاء . وتعيش معظم الأسود في السهول الإفريقية . ويعيش كل قطيع من الأُسود في منطقة محدودة يتوافر فيها الغذاء والماء . وتعتمد مساحة هذه المنطقة على مدى وفرة الفرائس فيها . فإذا كانت الفرائس وفيرة فقد تصل مساحتها حتى 40 كم² ، وإذا كانت الفرائس قليلة نادرة فقد تصل مساحة هذه المنطقة حتى 260 كم² . ولاتسمح الأسود للحيوانات الغريبة بالاصطياد في مناطقها . وتقوم بوساطة نشر خليط من البول والرائحة على الشجيرات بتذكير الدخلاء أن هذه المنطقة مأهولة وأن تجاهل هذا التحذير قد يكون قاتلاً . ويمكث أفراد القطيع في أسرة واحدة عدة سنوات . وقد يحدث تغيير من وقت لآخر. ويطرد الآباء جميع الذكور الشابة من منطقة القطيع وذلك عندما تبلغ أعمارها ما بين سنتين وثلاث سنوات ، وتهيم بعد ذلك هذه الأشبال حتى تصل سن اكتمال النمو . وعندها تتحدى ذكور القطيع ؛ فإذا كسبت التحدي فإنها ربما تحكم منطقة القطيع بما تحتويه من لبؤات ، وعندما تتسلم أسود جدد زمام أمر القطيع فإنها تقتل بعض الأشبال التي تنحدر من ذكور مهزومة . وتموت الأسود في الأَسْر عند عمر يتراوح بين 20 و25 سنة . وعندما تبلغ اللبؤة تبدأ التزاوج مع ذكور القطيع لدى بلوغها 3 - 4 سنوات ، وبعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر من النتاج – الحمل - تضع أشبالها في دغل ، وتولد الأشبال ضعيفة البنية وعيونها مغلقة ، ويزن الواحد منها حوالي 5 كجم . وليس للأسود عرين دائم ، وتنقل الأم أشبالها من وقت لآخر من مكان إلى آخر، وتحمل الأشبال بفمها واحدًا كل مرة . وربما تقوم الضباع والفهود والأسود الأخرى بقتل الأشبال أثناء وجود الأم في الصيد بعيدًا عنها . وتتزاوج الأسود مع النمور في الأسر . وتعيش الأشبال في البداية على الحليب ، وعندما يبلغ عمرها حوالي شهر ونصف الشهر تقودها الأم إلى جثة حيوان كانت قد قتلته ليكون الوجبة اللحمية الأولى لها . ولا تلد اللبؤة مرة أخرى حتى يصبح عمر الأشبال 18- 24 شهرًا وتصبح قادرة على الصيد بنفسها . وقد تتخلى الأم في بعض الأحيان عن أشبالها . وعندما يصبح الغذاء نادرًا فإن الأم تأكل وتترك أشبالها تجوع . ويبقى على قيد الحياة نصف الأشبال تقريبًا . وعند الصيد تكمن اللبؤة لفريستها حيث تختبىء جزئيًا في الأعشاب الطويلة . ثم تزحف مقتربة من قطيع حمر الوحش ثم تقفز عليه بشكل مباغت وتطرح فريستها أرضًا ، وتقتلها وتسحبها إلى حيث يتشارك جميع أفراد القطيع . وتضطر الأسود إلى القتل من أجل أن تعيش . وتفضل الأسود حمار الوحش الضخم وأنواعًا مختلفة من وحيد القرن والجواميس والخنازير البرية . كما أنها تتغذى بالأسماك والسلاحف ودجاج الوادي وأي شيء آخر تصطاده ، كذلك تتغذى بالحيوانات التي تنفق – تموت - بسبب المرض . ويعيش الأسد في بعض الأحيان حياة ولائم وتارة يعيش حياة كفاف وجوع . فربما لا يستطيع الإمساك بفريسة لمدة أسبوع ولكن بالعادة يصطاد شيئًا ليأكله كل ثلاثة إلى أربعة أيام حيث يتخم نفسه بها . يستطيع الأسد أن يأكل 35 كجم من اللحم في وجبة واحدة . ويقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها إلى مكان ظليل ويمكن لأسد واحد أن يسحب حمارًا وحشيًا يزن 270 كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال . ويأكل أفراد القطيع في مجموعات ويصاحب ذلك زمجرة ودمدمة . وكل فرد يحاول الحصول على نصيب كبير من اللحم . والإمساك بحيوان كبير ليس بالأمر السهل على الأسد حيث إن معظم الحيوانات التي يود افتراسها أسرع منه . تصل السرعة القصوى للأسد إلى 55 كم في الساعة ، لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل حيث يتحرك ببطء ، ويزحف على الأرض مقتربًا من الفريسة . وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع إلى الأمام ويمسك بردف الفريسة أو طرفها أو رأسها ويطرحها أرضًا ، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها . يصطاد الأسد في الغالب ليلاً ؛ حيث يتمكن من مباغتة فرائسه في الظلام بشكل أسهل . ولقد حباه الله سبحانه وتعالى ما يعينه على القيام بذلك ؛ حيث تمكنه عيناه الملونتان من الرؤية في الظلام وكذلك له حاستا سمع وشم قويتان . وفي بعض الأحيان تقوم مجموعة من الأسود بالصيد معًا حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة ، ثم يطاردها باتجاه الأسود الكامنة بين الحشائش الطويلة . وفي العادة تترك ذكور الأسود الإناث تقوم بمهمة الاصطياد ، ولكنها تقوم بقتل الفريسة بنفسها عندما تجدها ، ويتعلم الأشبال الصيد من خلال مراقبة الكبار . وعندما تتهيأ الفرصة لاتصال الناس بالأسود فإن الأسد هو الخاسر في هذه العلاقة . لقد قتل الناس الأسود في معظم مناطق آسيا وكثير من مناطق إفريقيا . تقتل الأسود البقر والماعز وبقية حيوانات المزرعة من أجل الغذاء وفي حالات نادرة تقوم بقتل الإنسان ، لذلك فإن الناس يقتلون الأسود أحيانًا لحماية أنفسهم وممتلكاتهم . وقد قام الإنسان لقرون خلت باصطياد الأسود لإظهار شجاعته . وفي حوالي عام 1375 ق.م. قام تحتمس الثالث ، فرعون مصر ، باصطياد الأسود من على عربة بوساطة القسي والسهام . وقد قتل بهذه الطريقة 102 من الأسود . وحتى وقت قريب كان محاربو قبيلة الماساي في شرق إفريقيا يقومون باصطياد الأسود على أقدامهم . والأسد الآسيوي مهدد بالانقراض ، والأسود الآسيوية هي الوحيدة التي مازالت تعيش في بيئتها الطبيعية في غابات جير بالهند . إلا أن الناس هنالك قاموا أيضًا بتدمير جزء كبير من بيئة الأسود عن طريق قطع الأشجار لاستخدامها وقودًا وفي بناء البيوت . كما أصبحت الغزلان والفرائس الطبيعية نادرة في كثير من المناطق التي تعيش فيها الأسود ، مما حدا بها إلى اللجوء لافتراس الحيوانات الأليفة مثل الأبقار. وهذا جعل المزارعين لا يرغبون في وجود الأسود في مناطق زراعتهم . وتتوفر فرصة أفضل للعيش للأسود الإفريقية ، ويوجد في إفريقيا كثير من المحميات التي يمنع فيها صيد الأسود ، ولكن يسمح للصائدين بصيد بعضها في مناطق معينة ، بعد الحصول على تراخيص خاصة . ويقتنع كثير من الناس في الوقت الحاضر بالتقاط الصور التذكارية للأسود بدلاً من قتلها . ويحاول الأسد تجنُّب الاحتكاك بالناس ونادرًا ما يهاجمهم ، إلا إذا ألحقوا به الأذى والألم . فعلى سبيل المثال يستطيع الإنسان أن يقف على بعد 12م من الأسد في غابة جير الهندية ؛ حيث نادرًا ما يُلْحقُ الناس هناك الأذى بالأسود . وإذا ما استُفِزَّ الأسد وخاصة إذا جُرح فإنه يتحول إلى عدو شرس . وقد احتجزت الأسود في الأَسْر منذ قرون . وقد أخذ فرعون مصر رمسيس الثاني أسدًا مدجنًا معه إلى الحرب لاعتقاده بأنه وسيلة للبركة تجلب له الحظ . كما أن القائد اليوناني إيلاجابالوس كان يقود عربة تجرها الأسود . وللأسود المدربة جاذبية محببة بالسيرك ضمن مجموعة الحيوانات البرية . كما يدرب الأسد ليقوم ببعض الحيل . كما أن المظهر العدائي للأسود يجعل منها حيوانات لافتة للنظر . ويبدأ تدريب الأسود وهي في عمر سنتين تقريبًا ، ويبقى المدرب بسلام مادام ملتزمًا الحذر ولم يتلذذ بإيذاء الأسد ، واضعاً نصب عينيه دائمًا أن الأسد لا يمكن أن يكون حيوانًا داجنًا بشكل كامل . ولكن للأسود أحيانًا قابلية للعدوان ، حيث آذت وقتلت بعض المدربِّين أحيانًا . كان يتم في السابق الإمساك بالأسود في البرية ، ثم تحضر إلى حدائق الحيوان والسيرك . وكانت تصاد بالشباك أو الحفر الأرضية ، كما يتم أحيانًا انتزاع الأشبال من أمهاتها . وفي الوقت الحاضر يولد عدد كافٍ من الأسود في الأسر للوفاء بحاجة حدائق الحيوانات والسيرك . وتضع بعض اللبؤات في حدائق الحيوان عددًا من الأشبال قد يصل إلى ثلاثة مواليد في السنة . ويتم تدجين أشبال الأسد بسهولة ، وصحبتها رائعة مادامت صغيرة . وعندما تكبر وتصبح ضخمة قوية فإنها تصبح مصدر خطر بحيث لا يمكن إبقاؤها في البيت( ).
والأسد الجبلي قد يصل طوله إلى1,5م أو أكثر، دون حساب طول الذيل . واليغور هو الوحيد من قطط أمريكا الشمالية والجنوبية ، الأكبر حجمًا من الأسد الجبلي . ويصطاد أسد الجبل الغزلان والوعول والفرائس الصغيرة مثل الأرانب . والأسد الجبلي حيوان بري كبير الحجم ينتمي إلى فصيلة السنوريات – القطط - وهو يعيش حاليًا في المكسيك ، وفي وسط أمريكا الشمالية ، وفي الأجزاء الجنوبية على حافة أمريكا الجنوبية . وعاشت الأسود الجبلية في يوم من الأيام في معظم غابات الولايات المتّحدة الأمريكية ، وجنوبي كندا . وقد طاردها المستعمرون عند استقرارهم في الأماكن التي تعيش فيها ، ولذلك تناقصت أعداد الأسود الجبلية بدرجة كبيرة في كلٍّ من الولايات المتّحدة الأمريكية وكندا ، فيما عدا تلك التي تعيش داخل المُتَنَزهات الوطنية ، ومتنزهات الولايات والمقاطعات . وتعيش الأسود الجبلية في الوقت الراهن في غربي كندا والولايات المتحدة الأمريكية ، وعلى الأخص في المنطقة الممتدة من كولومبيا البريطانية وألبرتا ، حتى كاليفورنيا ونيومكسيكو . وتسكن أنواع قليلة من الأسود الجبلية في الجزء الجنوبي الشرقي من كندا ونيو إنجلاند في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي الاتجاه الجنوبي خلال جبال الأبلاش . كما توجد أيضًا في المناطق غير المأهولة بالسكان في فلوريدا وبعض أجزاء جنوب الولايات المتحدة الأمريكية . وأطلق المستعمرون القدامى على هذه الحيوانات اسم الكوجار أو الأسد الجبلي ، وكانوا يعتقدون أنها لبؤات . وهناك أسماء أخرى لهذه الحيوانات ، منها الكاتامونت وألبوما ، ويعرف في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص باسم البانثر – أي : النمر - ولون الأسد الجبلي المكتمل النمو رمادي أو مائل إلى الأحمر أو الأصفر، ويطلق على هذا اللون اسم توني . ولا يحمل الأسد الجبلي أي نقط ولذا فهو يختلف عن اليغور - النمر الاستوائي الأرقط - ولون حلق الحيوان والبطن والأجزاء الداخلية من الأرجل أبيض ، وطرف الذيل أسود ، كما أن لون بعض أسود الجبال أسود تمامًا . وقد يصل طول الحيوان المكتمل النمو إلى 1,5م أو أكثر، دون حساب الذيل ، الذي يتراوح طوله بين 60 و90سم . والرقم المسجل لأكثر الأسود الجبلية وزنًا هو 103 كجم . ويتميز الحيوان برشاقة الجسم وطول الأرجل ، والرأس مستدير وصغير . وأشبال الأسد الجبلي مغطاة برقط سوداء تختفي عند اكتمال نموها وتبقى الأشبال مع أمهاتها . تلد أنثى الأسد الجبلي من شبل إلى خمسة أشبال في المرة الواحدة ، وعادة يفصل ما بين كل ولادتين عامان ، ومتوسط عدد الأشبال المولودة ثلاثة . ويبلغ وزن الأشبال عند الولادة خمسة كجم وهي مغطاة بالفراء وعمياء . ولونها بني ، ولكنه أخف درجة من لون أبويها . وتوجد رقط – بُقَع - كبيرة بنية غامضة على أجسام الأشبال ، كما توجد حلقات داكنة على ذيولها . وتعتني الأسود الجبلية بصغارها حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها . ولا تستطيع الأشبال اكتساب مهارة الصيد والحصول على الغذاء إلا بعد أن تبلغ العامين . ويتراوح عمر الأسود ما بين عشرة أعوام وعشرين عامًا . وصيحة الأسد الجبلي مخيفة ومُرْعبة ، وتشبه صرخة امرأة تعاني الآلام . كما أنه يصدر صوتًا هادئًا يشبه صوت الصافرة . ويقوم الأسد الجبلي بالصيد أثناء الليل . وقد يقطع مسافات طويلة بحثًا عن الطرائد ؛ ويفضل صيد الغزلان والوعول . وقد يهاجم الكباش الجبلية في بعض الأحيان . كما أنه قد يضطر إلى الاكتفاء بصيد الحيوانات الصغيرة مثل الظربان أو القنفذ إذا اضطرته الظروف . ويتخفَّى أسد الجبل أثناء الصيد ، ثم يثب فجأة على الفريسة محطّمًا عنقها ، أو يوقعها على الأرض . ويعتقد المزارعون أن الأسود الجبلية حيوانات ضارة ، إلا أنه من النادر أن تقدم الأسود البرية البالغة الحجم على مهاجمة العجول أو الحيوانات الأليفة . ويرى علماء الحياة الفطرية ، أنه من الضروري السيطرة على أعداد الأسود الجبلية وليس إبادتها ، نظرًا لأنها تؤدي دورًا مهمًا في عالم الحيوان ، شأنها في ذلك شأن الحيوانات المفترسة الكبيرة الحجم . وعادة ما تفترس الأسود الجبلية الحيوانات الضعيفة أو المريضة أو المتقدمة في العمر، وهذه الحيوانات تُعدُّ عبئًا على قطعانها ، ويعمل إقدام الأسود الجبلية على افتراسها على تقوية القطعان . وتخاف الأسود الجبلية من البشر ومن النادر جدًا أن تهاجمهم( ).
ومن أدبيات الكتاب المقدس – العهد القديم في ذكر الأسد نسوق إليك بعض النصوص ، فقد جاء في يهوذا السبط : « يهوذا جرو أسد ، من فريسة صعدت يا ابني جثا ، وربض كأسد وكلبوة ، من ينهضه ؟ »( ). ويبدو من هنا وضع له لقب أسد يهوذا ، ويقول المسيري : « يهودا » اسم عبري مأخوذ من اسم يهودا - رابع أبناء يعقوب وليئة - والاسم يعني : « الشكر لله ». وقد كان يهودا هو الذي اقترح على إخوته ألا يذبحوا يوسف وأن يكتفوا ببيعه ، كما كان قائد رحلة أسرة يعقوب إلى مصر . تزوج يهودا امرأة كنعانية ، وتنتسب إليه أكبر قبائل العبرانيين وأهمها ، وهي قبيلة داود التي سيأتي منها الماشيَّح وشعارها الأسد ، ومن هنا يُقال « أسد يهودا ». وقد سُمِّي كل العبرانيين « اليهود » نسبة إلى هذه القبيلة بعد شيوع اسمها جغرافياً في المنطقة الجنوبية . وقد ارتبط الاسم بمفهوم بيت يهودا بالمعنى الديني السياسي . وكانت قبيلة يهودا في صراع دائم مع قبيلة إفرايم من أجل الرئاسة والسيطرة على القبائل . والصيغتان « يهودا » و « يهوذا » متداولتان في اللغة العربية »( ). وأما السبط دان فقد ورد : « ولدان قال : دان شبل أسد يثب من باشان »( ). ومن غرائب قصص الكتاب المقدس قصة زواج شمشون من الفلسطينيين وفيه : « ونزل شمشون إلى تمنة ، ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين . فصعد وأخبر أباه وأمه وقال : قد رأيت امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين ، فالآن خذاها لي امرأة . فقال له أبوه وأمه : أليس في بنات إخوتك وفي كل شعبي امرأة حتى إنك ذاهب لتأخذ امرأة من الفلسطينيين الغلف ؟ فقال شمشون لأبيه : إياها خذ لي ، لأنها حسنت في عيني . ولم يعلم أبوه وأمه أن ذلك من الرب ، لأنه كان يطلب علة على الفلسطينيين ، وفي ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على إسرائيل . فنزل شمشون وأبوه وأمه إلى تمنة وأتوا إلى كروم تمنة ، وإذا بشبل أسد يزمجر للقائه . فحل عليه روح الرب ، فشقه كشق الجدي ، وليس في يده شيء ، ولم يخبر أباه وأمه بما فعل . فنزل وكلم المرأة فحسنت في عيني شمشون . ولما رجع بعد أيام لكي يأخذها مال لكي يرى رمة الأسد ، وإذا دبر من النحل في جوف الأسد مع عسل . فاشتار منه على كفيه ، وكان يمشي ويأكل ، وذهب إلى أبيه وأمه وأعطاهما فأكلا ، ولم يخبرهما أنه من جوف الأسد اشتار العسل . ونزل أبوه إلى المرأة ، فعمل هناك شمشون وليمة ، لأنه هكذا كان يفعل الفتيان . فلما رأوه أحضروا ثلاثين من الأصحاب فكانوا معه . فقال لهم شمشون : لأحاجينكم أحجية ، فإذا حللتموها لي في سبعة أيام الوليمة وأصبتموها أعطيكم ثلاثين قميصًا وثلاثين حلة ثياب . وإن لم تقدروا أن تحلوها لي تعطوني أنتم ثلاثين قميصًا وثلاثين حلة ثياب . فقالوا له : حاج أحجيتك ، فنسمعها . فقال لهم : من الأكل خرج أكل ، ومن الجافي خرجت حلاوة . فلم يستطيعوا أن يحلوا الأحجية في ثلاثة أيام . وكان في اليوم السابع أنهم قالوا لامرأة شمشون : تملقي رجلك لكي يظهر لنا الأحجية ، لئلا نحرقك وبيت أبيك بنار . ألتسلبونا دعوتمونا أم لا ؟ فبكت امرأة شمشون لديه ، وقالت : إنما كرهتني ولا تحبني ، قد حاجيت بني شعبي أحجية ، وإياي لم تخبر ! فقال لها : هو ذا أبي وأمي لم أخبرهما ، فهل إياك أخبر ؟ فبكت لديه السبعة الأيام التي فيها كانت لهم الوليمة ، وكان في اليوم السابع أنه أخبرها ، لأنها ضايقته ، فأظهرت الأحجية لبني شعبها . فقال له رجال المدينة في اليوم السابع قبل غروب الشمس : أي شيء أحلى من العسل ، وما أجفى من الأسد ؟ فقال لهم : لو لم تحرثوا على عجلتي لما وجدتم أحجيتي . وحل عليه روح الرب ، فنزل إلى إشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلًا وأخذ سلبهم ، وأعطى الحلل لمظهري الأحجية ، وحمي غضبه وصعد إلى بيت أبيه . فصارت امرأة شمشون لصاحبه الذي كان يصاحبه »( ). وذكر الكتاب المقدس قصة مبارزة داود - عليه السلام – لجالوت الذي يذكره باسم جليات !! وكان سبب السماح له بالمبارزة الحديث التالي : « فقال شاول لداود : لا تستطيع أن تذهب لهذا الفلسطيني لتحاربه ، لأنك غلام ، و هو رجل حرب منذ صباه . فقال داود لشاول : كان عبدك يرعى لأبيه غنمًا فجاء أسد مع دب وأخذ شاة من القطيع . فخرجت وراءه وقتلته وأنقذتها من فيه ، ولما قام علي الدب أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته . قتل عبدك الأسد والدب جميعًا ، وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحد منهما ، لأنه قد عير صفوف الله الحي ! وقال داود : الرب الذي أنقذني من يد الأسد ومن يد الدب هو ينقذني من يد هذا الفلسطيني . فقال شاول لداود : اذهب وليكن الرب معك »( ). وتحدث الكتاب المقدس عن عصيان نبي من بني يهوذا في مملكة إسرائيل بعد إنكاره على ملكها يربعام العيد والمذبح اللذين ابتدعهما فكانت عقوبته كما في القصة الشيقة الغريبة التالية : « وإذا برجل الله قد أتى من يهوذا بكلام الرب إلى بيت إيل ويربعام واقف لدى المذبح لكي يوقد . فنادى نحو المذبح بكلام الرب وقال : يا مذبح ، يا مذبح ! هكذا قال الرب ، هو ذا سيولد لبيت داود ابن اسمه يوشيا ، ويذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يوقدون عليك ، وتحرق عليك عظام الناس . وأعطى في ذلك اليوم علامة قائلًا : هذه هي العلامة التي تكلم بها الرب ، هو ذا المذبح ينشق ، ويذرى الرماد الذي عليه . فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي نادى نحو المذبح في بيت إيل مد يربعام يده عن المذبح قائلًا : أمسكوه فيبست يده التي مدها نحوه ، ولم يستطع أن يردها إليه . وانشق المذبح وذري الرماد من على المذبح حسب العلامة التي أعطاها رجل الله بكلام الرب . فأجاب الملك وقال لرجل الله : تضرع الى وجه الرب إلهك ، وصل من أجلي فترجع يدي إلي . فتضرع رجل الله إلى وجه الرب فرجعت يد الملك إليه ، وكانت كما في الأول . ثم قال الملك لرجل الله : ادخل معي إلى البيت وتقوت فأعطيك أجرة . فقال رجل الله للملك : لو أعطيتني نصف بيتك لا أدخل معك ولا آكل خبزًا ولا أشرب ماء في هذا الموضع . لأني هكذا أوصيت بكلام الرب قائلًا : لا تأكل خبزًا ولا تشرب ماء ، ولا ترجع في الطريق الذي ذهبت فيه . فذهب في طريق آخر ولم يرجع في الطريق الذي جاء فيه إلى بيت إيل . وكان نبي شيخ ساكنًا في بيت إيل فأتى بنوه وقصوا عليه كل العمل الذي عمله رجل الله ذلك اليوم في بيت إيل ، وقصوا على أبيهم الكلام الذي تكلم به إلى الملك . فقال لهم أبوهم : من أي طريق ذهب ؟ وكان بنوه قد رأوا الطريق الذي سار فيه رجل الله الذي جاء من يهوذا . فقال لبنيه : شدوا لي على الحمار ، فشدوا له على الحمار فركب عليه . وسار وراء رجل الله فوجده جالسًا تحت البلوطة ، فقال له : أأنت رجل الله الذي جاء من يهوذا ؟ فقال : أنا هو . فقال له : سر معي إلى البيت وكل خبزًا . فقال : لا أقدر أن أرجع معك ، ولا أدخل معك ، ولا آكل خبزًا ، ولا أشرب معك ماء في هذا الموضع . لأنه قيل لي بكلام الرب : لا تأكل خبزًا ، ولا تشرب هناك ماء ، ولا ترجع سائرًا في الطريق الذي ذهبت فيه . فقال له : أنا أيضًا نبي مثلك ، وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلًا : ارجع به معك إلى بيتك فيأكل خبزًا ويشرب ماء . كذب عليه . فرجع معه وأكل خبزًا في بيته وشرب ماء . وبينما هما جالسان على المائدة كان كلام الرب إلى النبي الذي أرجعه . فصاح إلى رجل الله الذي جاء من يهوذا قائلًا : هكذا قال الرب ، من أجل أنك خالفت قول الرب ، ولم تحفظ الوصية التي أوصاك بها الرب إلهك . فرجعت وأكلت خبزًا وشربت ماء في الموضع الذي قال لك لا تأكل فيه خبزًا ولا تشرب ماء ، لا تدخل جثتك قبر آبائك . ثم بعدما أكل خبزًا ، وبعد أن شرب شد له على الحمار، أي للنبي الذي أرجعه . وانطلق فصادفه أسد في الطريق وقتله ، وكانت جثته مطروحة في الطريق والحمار واقف بجانبها والأسد واقف بجانب الجثة . وإذا بقوم يعبرون ، فرأوا الجثة مطروحة في الطريق والأسد واقف بجانب الجثة ، فأتوا وأخبروا في المدينة التي كان النبي الشيخ ساكنًا بها . ولما سمع النبي الذي أرجعه عن الطريق قال : هو رجل الله الذي خالف قول الرب فدفعه الرب للأسد فافترسه ، وقتله حسب كلام الرب الذي كلمه به . وكلم بنيه قائلًا : شدوا لي على الحمار فشدوا . فذهب ووجد جثته مطروحة في الطريق والحمار والأسد واقفين بجانب الجثة ، ولم يأكل الأسد الجثة ولا افترس الحمار . فرفع النبي جثة رجل الله ووضعها على الحمار ، ورجع بها ، ودخل النبي الشيخ المدينة ليندبه ويدفنه .فوضع جثته في قبره ، وناحوا عليه . قائلين : آه ! يا أخي . وبعد دفنه إياه كلم بنيه قائلًا : عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله ، بجانب عظامه ضعوا عظامي . لأنه تمامًا سيتم الكلام الذي نادى به بكلام الرب نحو المذبح ، الذي في بيت إيل ، ونحو جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة . بعد هذا الأمر لم يرجع يربعام عن طريقه الردية ، بل عاد فعمل من أطراف الشعب كهنة مرتفعات ، من شاء ملا يده فصار من كهنة المرتفعات . وكان من هذا الأمر خطية لبيت يربعام ، وكان لإبادته وخرابه عن وجه الأرض »( ). ومن طرائف الكتاب المقدس : « أن رجلًا من بني الأنبياء قال لصاحبه : عن أمر الرب اضربني ، فأبى الرجل أن يضربه . فقال له : من أجل أنك لم تسمع لقول الرب ، فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد ، ولما ذهب من عنده لقيه أسد وقتله »( ). ومن أمثال الكتاب المقدس : « أسد زائر ودب ثائر المتسلط الشرير على شعب فقير »( ). وفي بشارة أشعياء بمكة حرم الله الآمن قال واصفًا : « وتكون هناك سكة وطريق يقال لها : الطريق المقدسة ، لا يعبر فيها نجس بل هي لهم ، من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل . لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها ، لا يوجد هناك بل يسلك المفديون فيها »( ). وفي مراثي الكتاب المقدس نجد : « سيج طرقي بحجارة منحوتة قلب سبلي . هو لي دب كامن ، أسد في مخابئ . ميَّل طرقي ومزقني ، جعلني خرابًا . مد قوسه و نصبني كغرض للسهم »( ). وعندما تولى داريوس ملكًا على الفرس ولى ثلاثة وزراء لإدارة المملكة ، من بينهم دانيال – أحد أنبياء بني إسرائيل – ولما أظهر تفوقًا ملحوظًا دبر زملاؤه مكيدة له لدى الملك حتى رماه في جب الأسود ، وفي ذلك يقول الكتاب المقدس : « حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسود ، وقال الملك لدانيال : إن إلهك الذي تعبده دائمًا هو ينجيك . و أتي بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه لئلا يتغير القصد في دانيال . حينئذ مضى الملك إلى قصره وبات صائمًا ، ولم يؤت قدامه بسراريه وطار عنه نومه . ثم قام الملك باكرًا عند الفجر وذهب مسرعًا إلى جب الأسود . فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسيف : يا دانيال ، عبد الله الحي ، هل إلهك الذي تعبده دائمًا قدر على أن ينجيك من الأسود ؟ فتكلم دانيال مع الملك : يا أيها الملك ! عش إلى الأبد . إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني ، لأني وجدت بريئًا قدامه ، وقدامك أيضًا أيها الملك لم أفعل ذنبًا . حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب ، فأصعد دانيال من الجب ، ولم يوجد فيه ضرر ، لأنه آمن بإلهه . فأمر الملك فأحضروا أولئك الرجال الذين اشتكوا على دانيال وطرحوهم في جب الأسود ، هم وأولادهم ونساؤهم ، ولم يصلوا إلى أسفل الجب حتى بطشت بهم الأسود وسحقت كل عظامهم . ثم كتب الملك داريوس إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها ليكثر سلامكم . من قبلي صدر أمر بأنه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام إله دانيال ، لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد ، وملكوته لن يزول ، وسلطانه إلى المنتهى . هو ينجي و ينقذ و يعمل الآيات والعجائب في السماوات و في الارض ، هو الذي نجى دانيال من يد الأسود . فنجح دانيال هذا في ملك داريوس وفي ملك كورش الفارسي( ).
وجاءت رؤيا لحزقيال - وهو بين المسبيين في أرض الكلدانيين عند نهر خابور - مفادها : أن السماوات انفتحت ، فرأى رؤى الله . وقال فيها : « فنظرت وإذا بريح عاصفة ، جاءت من الشمال سحابة عظيمة ونار متواصلة ، وحولها لمعان ، ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار . ومن وسطها شبه أربعة حيوانات ، وهذا منظرها ، لها شبه إنسان . ولكل واحد أربعة أوجه ، ولكل واحد أربعة أجنحة . وأرجلها أرجل قائمة ، وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل ، وبارقة كمنظر النحاس المصقول . وأيدي إنسان تحت أجنحتها على جوانبها الأربعة ، ووجوهها وأجنحتها لجوانبها الأربعة . وأجنحتها متصلة الواحد بأخيه ، لم تدر عند سيرها ، كل واحد يسير إلى جهة وجهه . أما شبه وجوهها فوجه إنسان ، ووجه أسد لليمين لأربعتها ، ووجه ثور من الشمال لأربعتها ، ووجه نسر لأربعتها . فهذه أوجهها ... »( ). وجاء نفس الوصف في موضع آخر حيث قال : « ولكل واحد أربعة أوجه : الوجه الأول : وجه كروب ، والوجه الثاني : وجه إنسان ، والثالث : وجه أسد ، والرابع : وجه نسر »( ). وجاء فيه في الفرار من الخطيئة : « اهرب من الخطيئة هربك من الحية ، فإنها إن دنوت منها لدغتك * أنيابها أنياب أسد تقتل نفوس الناس »( ). وأما سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي لدى النصارى فيحدث فيه فيقول في رؤياه : « وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور ، وفي وسط العرش وحول العرش أربعة حيوانات مملوة عيونًا : من قدام ومن وراء . والحيوان الأول : شبه أسد ، والحيوان الثاني : شبه عجل ، والحيوان الثالث : له وجه مثل وجه إنسان ، والحيوان الرابع : شبه نسر طائر . والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة أجنحة حولها ، ومن داخل مملوة عيونًا ، ولا تزال نهارًا وليلا قائلة : قدوس قدوس قدوس ، الرب الإله القادر على كل شيء ، الذي كان والكائن والذي يأتي »( ). وقال في رؤيا أخرى : « ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشًا طالعًا من البحر ، له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، وعلى قرونه عشرة تيجان ، وعلى رؤوسه اسم تجديف . والوحش الذي رأيته كان شبه نمر ، وقوائمه كقوائم دب ، وفمه كفم أسد ، وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطانًا عظيمًا »( ). ولا بد لنا من أن نذكر في ختام هذه الجولة تسمية القدس باسم « آرئييل » في التوراة ومعناها « أسد الإله » إضافة إلى التسميات العديدة الأخرى التي أطلقتها عليها( ). وأخيرًا نطل على التراث الشعبي لدى اليهود في الموروث الديني حول الشيطانة « ليل أو ليليت ». ويبدو أن كلمة « ليل » صيغة مُعَبْرَنة للشيطانة البابلية ليليتو، ومن خلال ربط اسمها بالكلمة العبرية « ليلاه » ، أي « ليل » ، فُسِّرت ليل بأنها شيطانة الليل والظلام التي تأتي بالأحلام الجنسية للرجال وتسبب القذف أثناء النوم ، وتقتل الأطفال المولودين وأمهاتهم ، وخصوصًا في الأيام السبعة الأولى بعد الميلاد ، وتظهر صورتها في آثار سومر على هيئة أنثى عارية مجنحة تقف على ظهر أسد ، ولها مخالب طائر . وحسبما جاء في التلمود ، كانت ليل عشيقة آدم في الفترة التي افترق فيها عن حواء بعد طردهما من الجنة وولَدت له عدة شياطين . وفي رواية أخرى ، كانت ليل هذه زوجته الأولى قبل حواء ، خُلقَت مثله من طين لا من ضلعه ، ولكنهما تشاجرا لأنها لم توافق على أن يطأها الرجل في عملية الجماع ، وذلك لأنها ترى أن في هذا إذلالاً لها وهيمنة للرجل عليها ، فنطقت باسم يَهْوَه وهربت وأقسمت أن تنتقم منه . ولذا ، فهي تقتل أولاد حواء. ولكن يمكن أن يُوقَف مفعول لعنتها عن طريق استخدام الحجاب المناسب . والواقع أن شخصية ليل أو ليليت مثال جيد للسمة الجيولوجية في النسق الديني اليهودي ، فهي قد ذُكرَت في العهد القديم بشكل عابر « أشعياء 34/14» باعتبارها إحدى الأرواح أو أحد الوحوش المفترسة التي ستدمر الأرض في آخر الأيام . ثم نُسجَت حولها الأساطير بحيث أصبح داخل اليهودية قصتان متناقضتان للخلق يتعايشان جنباً إلى جنب . وقد أصبحت ليليت إحدى بطلات حركة التمركز حول الأنثى في أمريكا والعالم الغربي وعلماً على الأنثى المتمردة( ).
ويدخل حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عمن كان قبلنا في أدب النبوة الجميل ، وقصة الغلام المؤمن تعتبر إحدى روائع القصص النبوي التي يأتي في ثناياها ذكر الأسد ، فعَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّى قَدْ كَبِرْتُ ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلاَمًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ . فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلِّمُهُ ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ فَأَعْجَبَهُ ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ : حَبَسَنِى أَهْلِي . وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ . فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ . فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ ! أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي . قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَيَّ . وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِى النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِىَ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ : مَا هَا هُنَا لَكَ أَجْمَعُ إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِى . فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ . فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ قَالَ رَبِّي . قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي !؟ قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ . فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلاَمِ ، فَجِيءَ بِالْغُلاَمِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ . فَقَالَ إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ . فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ . فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ- أي المنشار - فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ . فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ . فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ . فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ . فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ – نوع من السفن - فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ . فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ . فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ . فَقَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِى كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ . ثُمَّ ارْمِنِي ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي . فَجَمَعَ النَّاسَ فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلاَمِ . ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ . فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ! آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ! آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ . فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ؟ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ . فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِى أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا . أَوْ قِيلَ لَهُ اقْتَحِمْ . فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا ، فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ : يَا أُمَّهِ ! اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ »( ). وفي رواية الترمذي : « فبينما الغلام على ذلك - أي بين الساحر والراهب - إذ مرّ بجماعة من الناس كثير قد حبسهم دابة ، فقال بعضهم : إن تلك الدابة أسدًا »( ).
الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2
» تابع جبل الشيح - جبل بعل جاد
» تابع جبل الشيح - جبل الثلج
» تابع جبل الشيح - جبل جلجال
» تابع جبل الشيح - جبل الجليل - 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: