قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
مرحبا بك في منتديات قطنا الثقافية و العلمية
و نشكر زيارتكم
ولتتمكن من الإستمتاع بكافة ما يوفره لك هذا المنتدى من خصائص, يجب عليك أن تسجل الدخول الى حسابك في المنتدى. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه.
و يرجى الانتباه بادخال الايميل الصحيح لانه عند التسجيل ستصلك رسالة تفعيل رمز الدخول الى بريدك الالكتروني و بعد التفعيل ستتمكن من الدخول بالاسم و كلمة المرور التي ادخلتها
كما ندعوكم لزيارة موقعنا قطنا نت www.qatana.net
قطنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قطنا

منتدى مدينة قطنا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"    

 

 تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد الشيخ
عضو فعال
عضو فعال
avatar


المزاج : قطنا
ذكر
عدد المساهمات : 111
نقاط : 331
تاريخ الميلاد : 30/01/1948
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
مكان الإقامة : سوريا-قطنا

تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2 Empty
مُساهمةموضوع: تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2   تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2 Emptyالخميس يوليو 12, 2012 11:26 pm

تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2
وتحفل سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بقصص اعتداءات قريش وإيذائها له عندما بدأت دعوته بالانتشار في مكة المكرمة ، وظهرت على الساحة ، وذلك عن طريق السخرية والاستهزاء والتشويه والتلبيس والتشويش وغير ذلك . وكان من الطبيعي أن يكون أبو لهب في مقدمتهم وعلى رأسهم ، فإنه كان أحد رؤوس بني هاشم ، فلم يكن يخشى ما يخشاه الآخرون ، وكان عدوًا لدودًا للإسلام وأهله ، وقد وقف موقف العداء من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - منذ اليوم الأول ، واعتدى عليه قبل أن تفكر فيه قريش . وكان قد زوج ولديه عتبة وعتيبة ببنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية وأم كلثوم - قبل البعثة ، فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما بعنف وشدة حتى طلقاهما( ). وقال الواقدي : كانت رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل عثمان ابن عفان عند عتبة بن أبي لهب ، وأم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب ، زوجهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياهما في الجاهلية فطلقاهما جميعًا . وكان سبب طلاقيهما أن قريشًا قالوا فيما بينهم : قد كفيتم محمدًا أمر بناته ، فتفرغ لما ترون ، فتعالوا نمشي إلى أصهاره حتى يطلقوا بناته فمشوا إليهم ، فقال أبو العاص بن الربيع : ما يسرني بها امرأة من قريش . فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : « أحمد صهر أبي العاص » . وأما عتبة فقال : أطلقها على أن تزوجوني ابنة أبان بن سعيد ، وإن شئتم تركتها أيمًا ولا ذات بعل ، فزوجوها إياه . وأما عتيبة فإنه طلقها وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يريد الخروج إلى الشام ، فقال : « اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك !» فنزلوا حوران ، فطرقهم الأسد ، فتخطى إلى عتيبة من بين أصحابه فقتله . وإن أمهما أم جميلة بنت حرب بن أمية لما أنزل الله - عز وجل - « تبت يدا أبي لهب »( ) قالت هي وأبو لهب لعتبة وعتيبة : وجهنا من وجهكما حرام إن لم تطلقاهما . أخبرنا ، فطلقاهما ، فتزوجهما جميعًا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - تزوج رقية فماتت عنده ، ثم تزوج بعدها أم كلثوم . قال أهل التاريخ : كان سبب تزوج عثمان رقية - رضي الله عنهما - أنه غضب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فعل أبي لهب ، فخطب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزوجها إياه فجزعت لذلك قريش جزعًا شديدًا ، فولدت له عبد الله بن عثمان فاكتنى به عثمان ، فكانت له كنيتان أبو عبد الله وأبو عمرو وماتت رقية في السنة الثانية من الهجرة ، وتزوج عثمان أم كلثوم سنة ثلاثة من الهجرة . وفي رواية محمد بن إسحاق : أن قريشًا مشوا إلى عتبة بن أبي لهب وقالوا له : طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت . فقال : إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص طلقتها ، ففارق رقية ولم يكن - عدو الله - دخل بها ، وأخرجها الله مزيدة كرامة لها وهوانًا له ، وخلف عليها عثمان بن عفان ، رضي الله عنه( ).
ويحفل الأدب العربي بذكر الأسد ، ففي حديث أم زرع : « إذا دخلَ فَهِدَ ، وإذا خرج أَسِدَ »( ). وأَسِدَ : تخلق بصفات الأسد( ) في الشجاعة ( ). وقيل لامْرَأَةٍ من العَرَب : أَيُّ الرِّجَالِ زَوْجُك ؟ فقالت : الذي إنْ خَرَجَ أَسِدَ ، وإن دَخَلَ فَهِدَ ، ولا يَسْأَلُ عما عَهِدَ( ). وقد مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتيان عبد القيس فقال عندما شاهد معبد بن وهب العبدي يقاتل بسيفين في غزوة بدر الكبرى : « مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الأَضْبَطُ ؟ » قَالُوا : مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدِيُّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:« يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى فِتْيَانِ عَبْدِ الْقَيْسِ ! أَمَا إِنَّهُمْ أُسْدُ اللهِ تَعَالَى فِي الأَرْضِ »( ). ومدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأزد ، فعن أنس - رضي الله عنه - قال ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:« الأزد أسد الله في الأرض ، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم ، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل : يا ليت أبي كان أزديًّا ! يا ليت أمي كانت أزدية » . قال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وروي هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس موقوف ، وهو عندنا أصح( ) . وعن غالب بن عبد الله بن أبجر قال : ذكرت قيسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « رحم الله قيسًا ، رحم الله قيسًا . قيل : يا رسول الله ! ترحم على قيس ؟ قال نعم : إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، يا قيس حيي يمنًا ، يا يمن حيي قيسًا . إن قيسًا فرسان الله في الأرض - والذي نفسي بيده - ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس ، إن لله فرسانًا من أهل السماء موسومين ، وفرسانًا من أهل الأرض معلومين : ففرسان الله من أهل الأرض قيس ، إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت ، إن قيسًا ضراء الله . يعني : أسد الله » . لم يرو هذا الحديث عن غالب بن أبجر إلا بهذا الإسناد تفرد به قتيبة( ). قال الهيثمي «10/49» : رجاله ثقات . وفي غزوة بدر التي بدأت بالمبارزة ، نادى منادي المشركين : يا محمد ! أخرج إلينا الأكفاء من قومنا ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم : « يا بني هاشم ! قوموا فقاتلوا لحقكم الذي بعث الله به نبيكم ، إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله » . فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف ، فمشوا إليهم فقال عتبة تكلموا لنعرفكم ، وكان عليهم البيض فأنكروهم ، فإن كنتم أكفاء قاتلناكم ، فقال حمزة بن عبد المطلب : أنا حمزة بن عبد المطلب ، أنا أسد الله وأسد رسوله . قال عتبة : كفؤ كريم ، ثم قال عتبة : وأنا أسد الحلفاء ، من هذا معك ؟ قال : علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث . قال : كفؤان كريمان ، ثم قال عتبة لابنه : قم يا وليد فقام الوليد وقام إليه علي وكان أصغر النفر فاختلفا ضربتين فقتله علي ، ثم قام عتبة وقام إليه حمزة فاختلفا ضربتين فقتله حمزة ، ثم قام شيبة وقام إليه عبيدة بن الحارث وهو يومئذ أسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب شيبة رجل عبيدة بذباب السيف فأصاب عضلة ساقه فقطعها ، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه ، واحتملا عبيدة فجاءا به إلى الصف ، ومخ ساقه يسيل . فقال عبيدة : يا رسول الله ! ألست شهيدًا ؟ قال : « بلى » . قال : أما - والله - لو كان أبو طالب حيًّا لعلم أنا أحق بما قال منه حين يقول :
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نطاعن دونه ونناضـل
ونسلمه حتى نصرع دونــه ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل( )
وقَالَ ابْنُ الشَّيَّابِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَوْمَ الشِّعْبِ آخِرَ أَصْحَابِهِ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنِ الْعَدُوِّ غَيْرُ حَمْزَةَ يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ ، فَرَصَدَهُ وَحْشِيٌّ فَقَتَلَهُ ، وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِيَدِ حَمْزَةَ مِنَ الْكُفَّارِ أَحَدًا وَثَلاثِينَ ، فَكَانَ يُدْعَى أَسَدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ( ). وعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ بِسَيْفَيْنِ ، وَيَقُولُ : أَنَا أَسَدُ اللهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُقْبِلُ وَيُدْبِرُ ، فَعَثَرَ ، فَوَقَعَ عَلَى قَفَاهُ مُسْتَلْقِيًا وَانْكَشَطَ ، وَانْكَشَفَتِ الدِّرْعُ عَنْ بَطْنِهِ ، فَأَبْصَرَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ فَزَرَّقَهُ بِرُمْحٍ ، أَوْ حَرْبَةٍ فَنَفَذَهُ بِهَا( ). وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : فقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة حين فاء الناس من القتال ، فقال رجل : رأيته عند تلك الشجرات ، وهو يقول : أنا أسد الله وأسد رسوله ، اللهم أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء أبو سفيان وأصحابه ، واعتذر إليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم . فحنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه فلما رأى جنبه بكى ، ولما رأى ما مثل به شهق ، ثم قال : « ألا كفن ! » فقام رجل من الأنصار فرمى بثوب عليه ، ثم قام آخر فرمى بثوب عليه . فقال : « يا جابر ! هذا الثوب لأبيك ، وهذا لعمي حمزة » . ثم جيء بحمزة فصلى عليه ، ثم يجاء بالشهداء فتوضع إلى جانب حمزة فيصلي ثم ترفع ، ويترك حمزة حتى صلى على الشهداء كلهم . قال : فرجعت وأنا مثقل ، قد ترك أبي علي دينًا وعيالًا ، فلما كان عند الليل أرسل إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : « يا جابر ! إن الله - تبارك وتعالى - أحيا أباك وكلمه كلامًا » . قلت : وكلمه كلامًا ! قال ، قال له : « تمن ! فقال : أتمنى أن ترد روحي ، وتنشيء خلقي كما كان ، وترجعني إلى نبيك فأقاتل في سبيل الله فأقتل مرة أخرى . قال : أني قضيت أنهم لا يرجعون » . قال ، وقال - صلى الله عليه وسلم -:« سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة »( ). وحمزة بن عبد المطلب هو عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة ، وأسد الله وأسد رسوله - صلى الله عليه وسلم . كانت له كنيتان : أبو يعلى وأبو عمارة لابنيه يعلى و عمارة ، أسلم حمزة في السنة السادسة من النبوة ، وكان أسن من رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بأربع سنين ، وقتل يوم السبت في غزوة أحد لسبع خلون من شوال سنة ثلاث من الهجرة( ). وعن سعد بن أبي وقاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم بسيفين - ويقول : أنا أسد الله ( ). وعن محمد بن عمر عن شيوخه قالوا : لما أصيب حمزة جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « لن أصاب بمثلك أبدًا ، ثم قال لفاطمة و لعمته صفية - رضي الله عنهما -: أبشرا أتاني جبريل - عليه الصلاة والسلام - فأخبرني : أن حمزة مكتوب في أهل السموات حمزة بن عبد المطلب أسد الله ورسوله »( ). وعن يحيى بن عبد الرحمن ابن أبي لبيبة : عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : « والذي نفسي بيده إنه لمكتوب عند الله في السماء السابعة حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله »( ). وأخرج الديلمي عن ابن عباس : خالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله ، وحمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله وأمين رسوله ، وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن ، وعبد الرحمن بن عوف من تجار الرحمن( ). وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ حُنَيْنٍ ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ ، فَرَأَيْتُ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ أَبُو قَتَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: فَاسْتَدَرْتُ لَهُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ ، فَضَرَبْتُهُ عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ ، فَقُطِعَتِ الدِّرْعُ ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْخَى لِي ، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ : مَا بَالُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَمْرُ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ تَرَاجَعُوا ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ فَلَهُ سَلَبَهُ » قَالَ أَبُو قَتَادَةَ : فَقُلْتُ : مَنْ شَهِدَ لِي عَلَى قَتِيلِي ؟ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّانِيَةَ ، فَقُلْتُ : مَنْ شَهِدَ لِي عَلَى قَتِيلِي ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:« مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ ؟ » فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقَصَّةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ، سَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْهُ ، قالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: لا وَاللَّهِ ، وَلا نُعْمَةَ عَيْنٍ ، إِذًا لا تَعَمَدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ تَعَالَى يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، فَنُعْطِيكَ سَلَبَهُ . قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:« فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ » . قَالَ أَبُو قَتَادَةَ : فَأَعْطَانِيهِ فَبِعْتُ الدِّرْعَ ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ ، فَإِنَّهُ لأَوَّلُ مَالٍ اقْتَنَيْتُهُ فِي الإِسْلامِ »( ). قَالَ الشَّافِعِيُّ ، قَالَ مَالِكٌ : الْمَخْرِفُ النَّخْلُ( ). ومن موالي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم – سفينة ، واسمه على الأشهر مهران ، وأما سفينة فلقبٌ . قيل : إن النبي - عليه الصلاة والسلام - أطلقه عليه - كما رواه الإمام أحمد بسندٍ حسن - كان يحمل المتاع فألقى الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - متاعهم في ردائه ، فكأن الرداء حمل أكثر من المعهود ، فقال النبي - عليه الصلاة والسلام - : « بل أنت سفينة » ، كناية على أنه يحمل شيئًا غزيرًا ، فقال سفينة : فلو أنني حُمِّلت حمل بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة لحملتها من قول النبي - صلى الله عليه وسلم – وقد أكرم الله تعالى سفينة بإذعان الأسد له ، وكان من خبره أنه : ركب البحر زمن عثمان فرمت به ألواح البحر، وكان مُتكئًا على لوح قارب في البحر فضربتهم الأمواج ورماه البحر إلى أجمة - يعني غابة - ، فلما رماه البحر إلى أجمة ضل الطريق فرأى الأسد ، فلما أبصر الأسد - والعرب تُسمي الأسد أبا الحارث - أخذ ينظر إليه ويقول : يا أبا الحارث ! أنا سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطأطأ الأسد رأسه ، وأقبل على سفينة ، وحمله على عاتقه ، وخرج به من الغابة حتى دله على الطريق ، ثم رجع قليلًا ، ثم أقعى على ذنبه ، ثم أخذ يهمهم كأنه يودعه . وقيل إنما وقع له ذلك لما أضل الجيش الذي كان فيه بأرض الروم( ). فهذا - كما قال العلماء - وحشٌ كاسرٌ وسبعٌ مُفترس لما علم أن الذي بين يديه مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغير طبعه وتغير حاله ، فالمؤمنون أولى أن يكونوا أرق قلوبًا وعاطفة مع بعضهم البعض في المقام الأول ، لماذا ؟ لأن يجمعني ويجمعك شهادة التوحيد ومحبتنا لرسول - صلوات الله وسلامه عليه( ).
وهذا عنترة بن شداد يشكو من ظلم قومه له ، ومن ازدواجية المعايير التي يستخدمونها في معاملته في السلم والحرب فيقول :
يُنادونني في السِّــلمِ يا بنَ زَبيبَةٍ ... وَعِندَ صِدامِ الخَيْلِ يا بن الأطَايبِ
وَلَولا الهَوى مَا ذلَّ مِثلي لِمثلِهم ... ولا خضَعَتْ أُسْـــــدُ الفَلا للثَعَالبِ( )
وَقَالَ الشافعي :
تَمُوتُ الْأُسْدُ فِي الْغَابَاتِ جُوعًا ... وَلَحْمُ الضَّأْنِ تَأْكُلُهُ الْكِلَابُ
وعبـــدٌ قـــد ينامُ على حـــريرٍ ... وذو نَسَـبٍ مَفَرِشُـه الترابُ( )
وَقَالَ أيضًا :
أرى حُمُراً ترعى وتعلفُ ما تهوى ... وأُسْداً جياعاً تظمأ الدهرَ لا تروى
وأشـــرافُ قــــومٍ لا ينالونَ قوتَهمْ ... وقوماً لئاماً تأكلُ المنَّ والسَّـــلْوى( )
ومن أجمل القصائد التي قيلت في الأسد ، أسد جبل الشيخ قول المتنبي :
ورد إذا ورد البحيرة شارباً ... ورد الفرات زئيره والنيلا
يقول : وتعظيم زئيره جيد ، وليس لصوت زئيره في الماء إلا ما له في البر مع عدم الماء ، فكيف اقتصر على ذكر البحيرة والفرات والنيل ؟ أتراه لا يسمع إلا في ماء ؟ . ويعلق إحسان عباس على ذلك : وهذا تضييق في الفهم ، فإن وحدة الصورة المائية على جمالها في البيت لا تعني أن زئير الأسد لا يسمع إلا في الماء ، ولكنه إذا زأر عند بحيرة طبرية وصل صوت زئيره - في البر - حد الفرات شمالاً والنيل جنوباً( ) . وإذا عدنا إلى قصيدة المتنبي التي يمدح فيها بدر بن عمار ، وقد خرج إلى أسد ، فهاجه عن بقرة افترسها فوثب على كفل فرسه ؛ وأعجله عن استلال سيفه ، فضربه بسوطه ، فزل عن كفل فرسه ، ودار به الجيش ، فقتل ، وخرج إلى أسد آخر فكرعليه ، فهرب الأسد منه ، وهي قصيدة طويلة رائعة لم أر مثلها اخترنا منها وصفه للأسد الذي تفرد به :
أمُعَفِّرَ اللّيْثِ الهِزَبْرِ بسَـوْطِهِ ** لمَنِ ادّخَرْتَ الصّارِمَ المَصْقُولا
وقعت على الأردنّ منه بليةٌ ** نُضِــدَتْ بها هــامُ الرّفاقِ تُلُولا
وَرْدٌ إذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شـارِباً ** وَرَدَ الفُــــراتَ زَئِيــرُهُ والنّيـلا
متخضبٌ بدم الفوارس لابسٌ ** في غـيله من لبدتـــيه غــــــيلا
ما قُوبِلَـــتْ عَيْنـــاهُ إلاّ ظُنّتَا ** تحت الدجى نارَ الفريق حلولا
فــي وحــدة الرهبـان إلا أنه ** لا يعـرف التحريــم والتحليــلا
يطأ الثرى مترفـــقاً من تيــهه ** فكأنـــــه آس يجــــس عليــــلا
ويـــرد عفــرته إلــى يافوخــه ** حـتى تصيــر لرأســـه إكليــلا
وتظـــنه مما يزمجـــر نفســـه ** عنها بشــــدة غيظــه مشــغولا
قصرت مخافته الخطى فكأنما ** ركــب الكمي جــواده مشــكولا
ألْقَــى فَريسَــتَهُ وبَرْبــَرَ دونَهَا ** وقَرُبــتَ قُرْبـــاً خالَــهُ تَطْفِـيلا
فتشـــابه الخلــقان في إقدامــه ** وتَخــالَفَا في بَذْلِكَ المأْكُـــولا( )
ولا بأس أن ننقل شرح هذه القصيدة لجمال صورها ، وبلاغة معانيها ، وحسن تراكيبها ، وجيد سبكها ، وقوة تأثيرها ، وقوة عباراتها ، وحلاوة ألفاظها ، وجرس إيقاعها ، وصفاء وجداناتها . قال الشارح :
أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخرت الصارم المصقولا
المعفر: من عفرته ، إذا ألقيته على العفر : وهو التراب . والهزبر . من أسماء الأسد . فكأنه وصفه بشدة الصوت . يقول : يا من يعفر الأسد بشديد صوته ! لمن ادخرت سيفك المصقول ! أي لا تدخره ؛ فإنك لا تحتاج إليه ، لأن السوط إذا كفاك معركة الأسد مع أنه لا يقاومه أحد واستغنيت عن السيف ، فإنك لا تحتاج إليه ، ولا إلى أحد ، لأن كل شجاع دون الأسد .
وقعت على الأردن منه بليةٌ ... نضدت بها هام الرفاق تلولا
يروى : وقعت ، ووقفت : والأردن : نهر بأرض الشام ، وتنسب إليه تلك البلد . ونضدت : أي جعلت بعضها فوق بعض . والرفاق : جمع رفقة ، وهم قوم يجتمعون للسفر . والكناية في نضدت : للبلية . والهاء في منه : لليث . وفي بها : للأردن ، وأراد بها البقعة . يقول : حصلت من هذا الأسد بلية من البلايا ، نضدت في هذه البلدة هامات أهل الرفقة تلولا ، من كثرة ما افترس من الناس .
وردٌ إذا ورد البحيرة شارباً ... ورد الفرات زئيره والنيلا
وردٌ : اسم للأسد ، إذا كان يضرب لونه إلى الحمرة . والبحيرة : بحيرة طبرية ، وهي من الأردن ، وبينها وبين الفرات أكثر من عشرة أيام ، وكذلك بينها وبين النيل . وشارباً : نصب على الحال . والزئير : صوت الأسد . والفرات : نهر يجري من بلاد الروم ، ويمر في حدود الشام من قبل المشرق . يقول : إنه إذا ورد البحيرة ليشرب منها سمع زئيره من الفرات إلى النيل مع بعد المسافة .
متخضبٌ بدم الفوارس لابسٌ ... في غيله من لبدتيه غيلا
الغيل : الأجمة . ولبدة الأسد : ما تلبد على كتفه ومنكبيه من وبره . يقول : إنه مختضب من دماء الفوارس ، لكثرة ما افترسهم . وخصهم بالذكر ؛ لأنهم أمنع من غيرهم ، وأنه من كثرة وبره ، كأنه كان لابس أجمةٍ ، فهو من وبره في أجمة .
ما قوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلولا
الفريق : الجماعة من الناس . وحلولا : أي حالين ، وهو نصب على الحال من الفريق ، وإن شئت على القطع . يقول : إذا قابل إنسانٌ عينه في الظلمة ، ظن أنها نار قوم نازلين في مفازة ، وهذه النار يكون ضوءها أضوأ وأظهر من السراج . شبه بريق عينه بهذه النار.
في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا
يقول : إن هذا الأسد منفرد في أجمة عن الناس ، كالرهبان الذين ينفردون عن الناس ، غير أنه لا يعرف التحريم والتحليل وهم يعرفون ذلك .
يطأ الثرى مترفقاً من تيهه ... فكأنه آسٍ يجس عليلا
الثرى ، والبرى : مرويان ، وهما التراب . والتيه : الكبر . يقول : إنه يمشي على التراب ، بالرفق لا بالكبر ، فكأنه طبيب يجس عليلاً ؛ لأنه إذا جس العليل ترفق .
ويرد عفرته إلى يافوخه ... حتى تصير لرأسه إكليلا
عفرة الأسد : الشعر المستدير على رقبته . واليافوخ : قحف الرأس . يعني : أنه ينفش وبره حتى يصير شعر رقبته على رأسه ، مثل الإكليل ؛ لكثرته واستدارته .
وتظنه مما يزمجر نفسه ... عنها بشدة غيظه مشغولا
الزمجرة : ترديد الصوت في الصدر . والهاء في عنها : للنفس . وتقديره مشغولاً عنها . وتظنه : يتعدى إلى مفعولين : أحدهما : الهاء في تظنه ، ونفسه بدل عنها . والثاني : مشغولا . يقول : تظن هذا الأسد مشغولاً عن نفسه بشدة غيظه ، من كثرة ما يزمجر . أي تدل كثرة زمجرته على اشتغاله عن نفسه بغيظه . وروى : تزمجر بالتاء . ونفسه : بالرفع ، على أن تكون نفسه فاعلة تزمجر .
قصرت مخافته الخطى فكأنما ... ركب الكمي جواده مشكولا
قصرت : أي جعلت الخطى قصيرة . والفاعل : المخافة ، والمفعول : الخطي . والكمي : الشجاع المتكمي بالسلاح . والمشكول : المشدود بالشكال . يقول : لما خاف الكمي منه ، ركب فرسه ، فهو يهيجه للإقدام جرأة ، والفرس يحجم عنه خوفاً منه ، فكأنه ركب فرسه مشكولاً . فشبه تقارب خطوه بالقيد . وقيل : أراد من خوف هذا السبع ، لا يجسر الفرس أن يجري ، فكأن خوفه صار قيداً .
ألقى فريسته وبربر دونها ... وقربت قرباً خاله تطفيلا
البربرة : ترجيع الصوت . والتطفيل : الدخول على القوم وهم يأكلون من غير دعوة . يقول : ظن الأسد حين علم أنك أسد مثله ، أنك أردت التطفيل عليه في فريسته ، فألقاها وبربر دونها ، ذباً عنها ، فوثب عليك .
فتشابه الخلقان في إقدامه ... وتخالفا في بذلك المأكولا
يقول : تشابه الخلقان ؛ منك ومن الأسد في الإقدام ، واختلفا في بذل المطاعم ، فإنك تبذل مأكولك ، وهو يضن به ويذب عنه( ).
وقال الشريف الرضي من شعراء العصر العباسي :
محــل البلاد ولا جــار تغص به ... يضوي الفتى ويكون العام ممطورا
والناس أسد تحامي عن فرائسها ... إما عقـــرت وإمَّـــا كـنت معقـــورا
كَمْ وَحدَة ٍ هيَ خَيرٌ مِنْ مُصَاحَبَة ٍ... ينســـي الجميع ويغـدو الفـذ مذكورا
مَنْ كَشّفَ النّاسَ لمْ يَسلَمْ له أحدٌ ... النّاسُ داءٌ فَخَلِّ الدّاءَ مَسْــــــتُورَا( ).
وقال أيضًا :
واعقد يديك بمجتنى كرم ... لا قدح في حســـب ولا غمص
أسـد إذا بصر الرجال به ... خفض الكلام وطومن الشخص
من معشر ركبت أوائلهم ... أُولى العُلى ، وَجِيادُها شُـــمْصُ( ).
وقال أيضًا :
في مَوْقِفٍ تُغْضِي العُيُونُ جَلالَة ً... فِيهِ ، وَيَعثُـرُ بالكَلامِ المَنطِـــقُ
وَكَأنّمَا فَوْقَ السّـرِيرِ، وَقَـد سَـمَا ... أسد على نشزات غاب مطرق
والنـاس إمـــا راجـــع متهيـــب ... مما رأى أو طالـــع متشــــوق
مَالُــوا إلَيــكَ مَحَبّـة ً، فَتَجَمّعُــوا ... وَرَأوْا عَلَيــكَ مَهابَة ً، فتَفَـرّقَوا( ).
ومن أطرف ما قرأه الإنسان في الأدب العربي في أسد من جبل الشيخ ما ذكره ابن حجر العسقلاني قال : قال ابن الجزري في تاريخه ، وأخبرني أنه خرج إلى بانياس ليشتري حريراً فأدركه المساء ومعه رفقة عند قرية منها ، فبات في مسجد خارج القرية ، فجاءهم إمام المسجد ليصلي العشاء فصلي بهم وحذرهم من الأسد ، وقال : لو علمت بكم منعتكم أن تبيتوا هنا ، فإنه في كل ليلة يأوي هنا . قال : فأخذنا حطباً نتدفأ به وصرنا نوقده ، وكان معنا حمار فربطناه في حلقة باب المسجد من خارج ، فجاء الأسد يهدر فخاف الحمار منه فدفع الباب برأسه فانفتح ، فدخل المسجد فدخل الأسد خلفه ، فخرج الحمار فأغلق الباب لخروجه ، وصار الأسد معنا لا يهجم علينا بسبب النار إلى أن أصبح الصبح ، فجاء الإمام فدفع الباب فوثب عليه الأسد فأخذه وانصرف وهو يصيح ، فكان ذلك آخر العهد به ، وخرجنا سالمين مات في ثامن عشر شعبان سنة 702هـ( ).

الباحث : محمود بن سعيد الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع جبل الشيح - جبل خدور الأسود - 1
» تابع جبل الشيح - جبل بعل جاد
» تابع جبل الشيخ - جبل طور تلجا
» تابع جبل الشيح - جبل الجليل - 2
» تابع جبل الشيح - جبل شَنِير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطنا :: المنتديات العامة :: شخصيات لها تاريخ-
انتقل الى: